المشاركات

رواية ياسين الفصل السابع (( ليس بالأمر السهل ))

صورة
قبل النوم سأل ياسين زميله ياسر هل تعرف أحداً في قسم الطب البيطري ؟ فأجابه ياسر بأن له صديقاً هناك ، فطلب منه ياسين أن يلتقيا في قسم الطب البيطري ظهر اليوم التالي ليعرفه على صديقه لأنه سيحتاج لمعرفة أشياء كثيرة عن حيوانات التجارب ، فوافق ياسر على ذلك وشكره ياسين كثيراً وقدّر له جهده ومساعدته له ، ثم خلدا الى النوم ، ولكن ياسين لم يستطع النوم لفترة وهو يفكر فيما يجب عمله ، وأصابه الأرق من ذلك وأخذ يتقلب في فراشه وهو يحاول أن ينسى تلك التجربة اللعينة حتى يستطيع النوم ، ولكنها ظلت جاثمة على صدره كأنها جبل كبير يكتم على انفاسه ، ومرة أخرى أحس ياسين بأن هناك أحد قرب باب غرفتهم ، فتسلل بخفة حتى وصل الى الباب وفتحه فجأة لكنه لم يجد أحداً ، وخرج الى الممر يتفقده ولم يكن هناك أي شخص لكنه إشتم رائحة سجائر في الممر كأن هناك أحداً كان يدخن منذ وقت قريب فلا زالت رائحة الدخان في الجو ، ازال ياسين هذه الهواجس من رأسه وعاد الى فراشه يحاول النوم ، وبعد معاناة طويله نام قرب الفجر. استيقظ ياسين مرهقاً وأحس بثقل كبير في رأسه من السهر ليلة البارحه ، وخرج الى العمل وفي طريقه الى هناك اوقفه رجل فجأة

رواية ياسين الفصل السادس (( بداية الأحداث ))

صورة
انطلق ياسين مسرعاً إلى مكتب الدكتور حازم ليشكره على موافقته على نقله للمختبر ، وما إن وصل حتى قابله الدكتور حازم بإبتسامة على وجهه قائلاً والآن أيها المشاكس العنيد هل أنت راضٍ يا سيدي ؟ رد ياسين فورا العفو حضرة المدير ، بل أتيت لأشكرك جزيل الشكر على موقفك النبيل وتقديرك لوضعي الذي شرحته لك ، وإنني أعدك بأن أكون عند حسن ظنك دائماً وأن أسعى دوماً لنجاح المركز وتكون أنت مرجعيتي الأولى دائماً ، أعجب الدكتور حازم بكلام ياسين وطلب منه أن يجتهد أكثر وأكثر وأنه ليس له أي عذر بعد اليوم ما دام يعمل في المكان الذي يحبه ، فوعده ياسين ببذل قصارى جهده وكل طاقته ، ثم إستأذنه للذهاب الى قسمه القديم لأخذ أغراضه الشخصية من هناك ، ومضى ياسين إلى قسم كيمياء التربة فوجد عدنان وجواد هناك ، سلم عليهما وبادره جواد بقوله والآن يا عالمنا الكبير لقد وصلتنا أخبارك وعلمنا بنقلك إلى المختبر ولا أستغرب السعادة التي أراها في عينيك ، ولكن ياسين ألا تحل مشكلة عينات التربة قبل مغادرتك القسم ، أم أن الأمر بات لا يعنيك بعد نقلك ؟ إبتسم ياسين وقال طبعاً سأساعدكم يا جواد ، وحتى لو انتقلت فإنني في الخدمة دائماً وأي شيء

رواية ياسين الفصل الخامس (( خطوةٌ إلى الأمام ))

صورة
إستيقظ ياسين فوجد الظلام قد حل ، قام واضاء النور فوجد ياسر لم يحضر بعد ، وكانت الساعة قد تجاوزت السابعة مساءً ، ثم تذكر فجأة بأنه لم يعرف في أي قسم يعمل زميله ياسر ، لأن مديره لم يذكره أثناء جولة التعريف بالموظفين ، ولم يهتم ياسين بالأمر كثيراً فعندما يعود ياسر سيسأله ويعرف منه مكان عمله ، ثم بدأ بتحضير الشاي لأنه أحس بصداع خفيف يحتاج معه لكوب من الشاي الثقيل ، وفي أثناء انتظار الشاي تناول حبة من البرتقال وإصبعاً من الموز وأخرج بعض الكتب من حقيبته لمراجعة بعض الأمور المتعلقة بتجربته القادمة مع الدكتور حسن ، فوقعت عيناه على الملف الخاص بالتجربة القديمة مع أستاذه الألماني ، فترك الكتب ومسك الملف يتأمله ويقول هل سترى هذه التجربة النور وأطبقها على أرض الواقع ، أم ستبقى حبيسة هذا الملف وسجينة في هذه الأوراق ، وبدأ يقرأ الملف من بدايته ويتذكر إستاذه ويبدي إعجابه بعبقريته وعلمه ، ثم أحضر كوب الشاي وإستمر في القراءة ، وسافر إلى عالم آخر لم يدري معه بالوقت وهو يمر إلا عندما وقعت عيناه على ساعة الحائط فوجدها التاسعة والنصف ليلاً ، أغلق الملف ووضعه في الحقيبة وبدأ القلق ينتابه على ياسر الذي

رواية ياسين الفصل الرابع (( المختبر ))

صورة
استيقظ ياسين وزميله في السادسة تماما على جرس المنبه ، فإغتسلوا وإرتدوا ملابسهم وتناولوا إفطاراً خفيفاً خرجوا بعده إلى العمل ، حيث نزلوا من سكن الموظفين وتوجهوا إلى ساحة النقل لتنقلهم حافلة صغيرة إلى قسم الآفات الزراعية ، والذي يقع في أقصى الطرف الجنوبي لمركز الأبحاث ، وعندما وصلوا هناك كان على بوابة المبنى رجل قصير يرتدي نظارات سميكة ومريولاً طبياً ، وما إن شاهده المهندس ياسر حتى مال برأسه على ياسين يهمس له بأن يتهيأ لمحاضرة قوية ، لم يفهم ياسين ماذا يقصد ياسر إلا عندما إقترب من الرجل القصير وحيّاه ، وبدلاً من رد التحية إنهال عليهما بمحاضرة عن الإنضباط والإلتزام ، أنتم متأخرون ثلاث دقائق عن موعد الدوام الرسمي ، لماذا لا تلبسون الملابس الطبية والقفازات ، أين حقائبكم والكراسات والأقلام ، هذا إستهتار وتهاون ، إتبعوني إلى الداخل ، تبعه الإثنان وهول المفاجأة لا زالت اثارها على وجه ياسين ، فيما ياسر يبتسم ويقول له لم تشاهد شيئاً بعد..!! دخل الرجل القصير إلى أول مكتب في المبنى ، وجلس خلف الطاولة ونزع نظارته السميكة وشبك أصابعه معاً وقال إجلسوا ، أعرفك بنفسي أيها الموظف الجديد الغير م

رواية ياسين الفصل الثالث (( في العاصمة ))

صورة
جلس ياسين يشرب الشاي مع والديه أمام المنزل وعيونه ترقب كل حيوان هنا وهناك ، وعقله يفكر هل من الممكن التحكم بسلوك هذه الحيوانات ؟؟ هل من الممكن جعلها تتصرف كما يريد صاحبها ؟؟ وإن كان هذا ممكناً فما هي الطريقة ؟؟ هل نظرية معلمه الألماني يمكن تطبيقها ؟؟ وهل من الممكن الحصول على ما يلزم لإجراء التجارب هنا ؟؟ كل هذه التساؤلات أرهقت ياسين وجعلته خارج العالم من حوله ، حتى أن والديه بدأوا يلاحظونه سارحاً بإستمرار ، قليل الكلام ، دائم العزلة والتفكير ، وكلما حاولوا سؤاله عن ذلك لم يعرف ياسين كيف يشرح لهم ما يفكر به. مرت الأيام تلو الأيام وبدأ الملل يتغلغل إلى نفس ياسين وبدأت فكرة العودة إلى أوروبا تراوده كثيراً ، حتى جاء اليوم الذي تبدل فيه الحال ، حين جاء أحمد ابن صاحب الدكان إلى منزلهم يلهث ويصرخ من خلف البوابة بأن هناك هاتف لياسين ، تبعه ياسين على عجل إلى دكان أبيه حيث الهاتف الوحيد في القرية ، وجاء الصوت من الطرف الآخر أنت ياسين كامل ياسين ؟؟ نعم انا ، يجب أن تراجع مركز الأبحاث الزراعية في العاصمة لإكمال إجراءات التعيين. هنا أحس ياسين بنافذة في الأفق فُتحت أمامه ، وشعر بالحيوية

رواية ياسين الفصل الثاني (( البحث عن وظيفة ))

صورة
في صبيحة اليوم التالي إنطلق ياسين مع والده إلى مركز المدينة المجاورة لقريتهم ، ولقد كان التنقل من القرية وإليها في غاية الصعوبة ، حيث بدأوا بالإنتظار في شارع القرية الرئيسي لحين مرور أي وسيلة تقلهم ، حتى مرت شاحنة زراعية أشاروا لسائقها فتوقف وحملهم معه ، ثم أوصلهم إلى الطريق الخارجي للقرية حيث نزلوا هناك وشكروا السائق على ايصالهم ، ثم عاد الإنتظار ثانيةً حتى مرّت بهم حافلة ركبوا فيها إلى مركز المدينة المجاورة. كانت المسافة تقارب الساعة من الزمن وصلوا بعدها وإستقلوا سيارة أجرة إلى مركز التوظيف ، وما إن وصلوا حتى كانت الصدمة لياسين من الإزدحام الشديد على المركز ، لدرجة أنه أحس باليأس الشديد من فرصة إيجاد وظيفة تناسبه ، إذ كيف يُعيّن في وظيفة وهنا كل هذا العدد من الشباب الباحث عن عمل ، لكنه برغم ذلك وبإلحاح والده وقف في الطابور بإنتظار دوره لتقديم أوراقه. مرّ الوقت بطيئاً تخلله مشاحنات بين وقت وآخر ، وصياحٌ هنا وجدالٌ هناك حتى أحس ياسين بنفسه يختنق فهو لم يعتد على مثل هذا الوضع في أوروبا حيث كان يعيش ، وبينما هو ينتظر كان هناك على مقربةٍ منه كلب صغير يبدو عليه الضعف والجوع

رواية ياسين .. الفصل الاول (( عودة بعد الغياب ))

صورة
كان ياسين ينظر من نافذة الطائرة العائدة إلى الوطن وخياله يسرح في السنين التي قضاها في الغربة يدرس علوم الكيمياء ، حين تنبه فجأة على صوت المضيفة تعلن دخول الطائرة إلى أجواء الوطن ، خفق قلب ياسين بشدة فقد هزه الحنين الى الوطن منذ سنوات ، وكم كان مشتاقاً لهذه اللحظة التي يعود بها إلى قريته وأهله ، لكنه كان يحس بشيء من الخوف والقلق لدرجة أنه تمنى في لحظة من اللحظات أن تعود به الطائرة إلى بلاد الغربة. لم يعرف ياسين سبب القلق والخوف الذي كان يشعر به ، لكنه أحس بأنه مقدم على سواد عظيم غطى الافق في عينيه برغم السماء والغيوم الظاهرة من نافذة الطائرة التي اعلنت مضيفتها أنها تستعد للهبوط ، وكلما إقتربت الطائرة من أرض المطار كان قلب ياسين يزداد قلقاً وخوفاً لم يستطع تفسيره. هبطت الطائرة أرض المطار ونزل الركاب بشوق ولهفة ، وبقي ياسين في مقعده مع خوفه وقلقه ، لكنه في النهاية نهض ونزل سلم الطائرة بتردد وقلبه يحس بأن شيئاً عظيماً بإنتظاره. تمت إجراءات التفتيش على أحسن ما يكون ، وخرج ياسين ليركب سيارة أجرة تقله إلى قريته ، وبعد لحظات كان يستمتع بنسمات الهواء العليل تداعب وجهه من نافذة