رواية ياسين الفصل السادس (( بداية الأحداث ))


انطلق ياسين مسرعاً إلى مكتب الدكتور حازم ليشكره على موافقته على نقله للمختبر ، وما إن وصل حتى قابله الدكتور حازم بإبتسامة على وجهه قائلاً والآن أيها المشاكس العنيد هل أنت راضٍ يا سيدي ؟ رد ياسين فورا العفو حضرة المدير ، بل أتيت لأشكرك جزيل الشكر على موقفك النبيل وتقديرك لوضعي الذي شرحته لك ، وإنني أعدك بأن أكون عند حسن ظنك دائماً وأن أسعى دوماً لنجاح المركز وتكون أنت مرجعيتي الأولى دائماً ، أعجب الدكتور حازم بكلام ياسين وطلب منه أن يجتهد أكثر وأكثر وأنه ليس له أي عذر بعد اليوم ما دام يعمل في المكان الذي يحبه ، فوعده ياسين ببذل قصارى جهده وكل طاقته ، ثم إستأذنه للذهاب الى قسمه القديم لأخذ أغراضه الشخصية من هناك ، ومضى ياسين إلى قسم كيمياء التربة فوجد عدنان وجواد هناك ، سلم عليهما وبادره جواد بقوله والآن يا عالمنا الكبير لقد وصلتنا أخبارك وعلمنا بنقلك إلى المختبر ولا أستغرب السعادة التي أراها في عينيك ، ولكن ياسين ألا تحل مشكلة عينات التربة قبل مغادرتك القسم ، أم أن الأمر بات لا يعنيك بعد نقلك ؟ إبتسم ياسين وقال طبعاً سأساعدكم يا جواد ، وحتى لو انتقلت فإنني في الخدمة دائماً وأي شيء تريدونه أنا موجود ولا أبخل عليكم بأي شيء ، وسوف أحل موضوع العينات باقرب وقت ممكن وسأجد آلية جديدة لذلك ، لا تقلق يا جواد ، شكره زملائه على دماثة أخلاقه وتعاونه لكن جواد ألقى دعابة نزلت كالصاعقة على رأس ياسين حين قال والآن يا سيد ياسين تستطيع أن تقوم بالعمل السري الذي طلبه منك ذلك العالم الغربي ، وبدأ بالضحك فيما عدنان بدأ يسأل كالأبله ، عمل سري ، عالِم غربي ، ماذا تريد أن تفعل يا ياسين هل ستفجر المركز وتقتلنا ؟ فإنهار جواد من شدة الصحك وياسين يشعر بغضب شديد في داخله لكنه كظم غيظه وأخذ يضحك معهم حتى لا يعتقدوا بأن الأمر جدّي ، وقال لجواد لله درّك يا جواد على روح الدعابة التي تتحلى بها ، لقد أثرت الرعب في نفس عدنان ، وبدأ الجميع يضحك وياسين يشعر في داخله بأن ثرثرة هذان الإثنان قد تدخله في متاهات هو في غنىً عنها الآن.

عاد ياسين إلى المختبر ووضع أغراضه الشخصية في أدراج مكتبه الجديد ، ثم إرتدى كافة الملابس اللازمة للعمل وذهب لمكتب الدكتور قاسم ، والآن أنا جاهز يا دكتور ، متى نبدأ ؟ مهلا يا ياسين فاليوم هو أول أيام العمل الفعلي لك هنا ويجب أن نجلس وأعرفك على شرح عن طبيعة العمل بالتفصيل ، ويجب أن تعرف بأن كل عضو بالمختبر له عمله الخاص ، هيا معي لتفهم ما أقول ، هنا يا ياسين في مكتبي تأتي كل الطلبات الواردة للمختبر ، وبعد دراستها والإطلاع عليها أقوم أنا بتحويل كل طلب للشخص المعني بموضوعها ، وهنا كما ترى خانات كل خانة منها مختصة بموظف معين ، وأنا عند اطلاعي على الطلبات الواردة أضع كل طلب في خانة الموظف ، وكل موظف يتفقد خانته كل يوم ويقوم بإجراء اللازم عليها ، وبعد الإنتهاء منها يضعها هنا في الجهة المقابلة في الخانة المخصصة له أيضاً ، ثم أقوم أنا بجمعها وإرسال النتائج إلى الأقسام المعنية ، ويقوم الدكتور حسن مساعدي بمتابعة الزملاء وعملهم وتفقد المواد وطلب الناقص منها والمحافظة على سلامة التخزين ، ويقوم عنتر عامل المختبر بخدمة كافة الموظفين وتنظيف المختبر باستمرار ، والتأخر مع بعض الزملاء مساءً إذا استدعت الحاجة لذلك.

أعجب ياسين بالتنظيم الموجود داخل المختبر وعرف بأن الدكتور قاسم ليس فقط متخصص بالعلوم بل هو إداري ناجح وقائد فــذ ، وأحس بأنه سيشعر براحة كبيرة بالعمل معه ، وفكّر ياسين هل من الممكن أن يساعدني الدكتور قاسم في إجراء التجربة التي أريد ، هل سيتعاون معي في ذلك ، لكنه عاد وقال في نفسه ليس الوقت مناسباً لطرح الأمر عليه فما زالت العلاقة جديدة ولم تتوفر الثقة المطلوبه لطرح مثل هذا الأمر ، كما أنني لست جاهزاً الآن وأحتاج لوقت طويل لجمع ما أحتاجه ، ثم بادر بالقول ولكن يا دكتور قاسم ماذا سيكون عملي بالضبط ، رد الدكتور قاسم ستكون موظفاً من موظفي المختبر وسأحول لك ما أراه مناسب من عمل ، فانتظر لترى وإذا كانت لك أي ملاحظات فلا مانع من قولها لي في أي وقت ، رأيت مكتبك سابقاً وهو للدراسات والأبحاث النظرية أما هنا في هذه الصالة فهذا مجهرك وهذه رفوفك والمعدات اللازمة للعمل ، وعندما يأتيك الطلب تبدأ بدراسة ما ستفعل في مكتبك ثم تأتي هنا لتطبيقه عملياً ، هل كل شيء واضح الآن ؟ نعم يا دكتور كل شيء واضح ، إذا إذهب إلى مكتبك وانتظر العمل ، وبإمكانك أيضاً عمل جولة والتعرف أكثر على الزملاء وفهم عملهم بشكل أفضل إذا أحببت ذلك.

جلس ياسين في مكتبه يفكر ، هو الآن وصل الى المختبر وماذا بعد ، من اين يبدأ وكيف ، ثم عقد العزم على معرفة كل شيء بالمختبر قبل أن يبدأ بأي خطوة ، ثم نهض لعمل جولة في المختبر يتعرف فيها على زملائه وطبيعة اعمالهم عن كثب ، وكان اول من قابله لحظة خروجه العامل عنتر الذي حيّاه وهو يحمل بعض الصناديق ويرتبها في زاوية من زوايا المختبر ، فسأله ياسين عنها فقال له إنها مواد يحتاجها الموظفون في عملهم ولكني يا سيدي لست عالماً لأعرف ما هي ، أنا فقط عامل أنقل وأرتب وأنظف ، ومضى إلى عمله وياسين مضى أيضاً في جولته ، فقابل الدكتورة عزيزة فحياها وردت التحية ودخلت الى مكتبها ولم تعطه أي فرصة للتحدث فقد كانت تحمل الكثير من الأوراق ويبدو أنها مشغولة جداً ، أكمل ياسين جولته فالتقى زميله جهاد وهو فني بالمختبر وقد كان ودوداً جداً رحّب بياسين ترحيباً شديداً وأصّر عليه أن يشرب القهوة معه في مكتبه ، وبدأوا يتحدثون عن العمل في المختبر ولقد كان جهاد يتمتع بذكاء ملحوظ وسرعة بديهه يُحسد عليها ، استمتع ياسين بجلسته واستأذن منه واكمل جولته على زملائه ، حيث قابل الدكتور سليم وقد كان حاد الطباع يتمتع بجدية كبيرة ولكنه على قدرٍ كبيرٍ من العلم والمعرفة ، ثم وجد زميله خليل وهو فني أيضاً فتعرف عليه ولكن ياسين لم يشعر بالارتياح تجاهه ، فقد كان كثير الكلام والتذمر وأحس ياسين بالخبث في عينيه ، تابع ياسين جولة المختبر فوجد باقي زملائه منهمك بالعمل على المجاهر فلم يرد أن يزعجهم وفضّل لقائهم فيما بعد ، وعاد إلى مكتبه يفكر من يا ترى من كل هؤلاء قد أستفيد منه في تجربتي التي أريد القيام بها ؟ لكنه أيقن بأن الوقت لم يحن بعد ليحكم عليهم ويستقر على شخص أو شخصين يمكن أن يثق بهما ويساعدانه فيما هو مقبل عليه.

وبينما هو كذلك دخل عنتر يحمل في يديه ملفاً وقال هذا لك من الدكتور قاسم ، فتحه ياسين فوجد عينة في كيس بلاستيكي محكم ملصقة في الملف ، تحوي مادة بيضاء اللون ، قرأ ياسين اوراق الملف فعرف أن هذه عينة من السماد والمطلوب تحليلها لمعرفة مدى تأثيرها على نبتة الفول ، وهل هي مفيدة وتساعد على جودة الصنف دون التأثير السلبي ، فقام ياسين فوراً إلى مجهره ومعداته وبدأ العمل على تحليل العينة ، وقد إستغرق في ذلك وقتاً لا بأس به ، ثم كتب تقريره الذي يتضمن بأن هذا النوع من السماد قد يكون مفيداً لنبتة الفول ويساعدها على النمو في الغالب ، ولكنه قد يعطي نتائج عكسية إذا تفاعل مع بعض الأنواع الأخرى فيجب مراعاة عدم الجمع بين هذا النوع ومجموعة من الانواع الأخرى كتبها في التقرير ، وخرج من مكتبه فلمح عنتر يقوم بعمله فناداه وطلب منه ارسال الملف إلى الدكتور قاسم ، ولكن عنتر قال له بأن الدكتور قاسم يرفض أن يقوم هو بذلك ويطلب من كافة الموظفين وضع المعاملات في خاناتهم المخصصة ، فتذكر ياسين ذلك وقام هو بالمهمة.

في طريق العودة إلى السكن ذهب ياسين إلى محل للإتصالات وقام بالإتصال بالقرية وطلب من صاحب الدكان أن يخبر أهله بأنه سيتحدث لهم بعد قليل ، وجلس ينتظر وهو يشرب كأساً من المرطبات ، ثم عاد وطلب القرية من جديد وسرعان ما كان يحدث والده الذي عاجله بالكثير من الأسئلة عن عمله وسكنه وكل شيء ، فطمأنه ياسين بأن الوضع على ما يرام ، ثم تحدث إلى والدته التي طلبت منه أن يحضر لزيارتهم إن أمكن ، فأخبرها ياسين بصعوبة مجيئه هذه الفترة ووعدها بأنه سيحضر لهم في أقرب وقت ممكن ، وحمّلهم سلامه وأشواقه للجميع ثم مضى إلى السكن بعد أن أخذ معه بعض الطعام لأنه كان يشعر بالجوع يدغدغ أمعائه ، وبعد أن إستراح في سكنه وتناول الطعام أخرج ملف التجربة وبدأ يقرأ من جديد ، وقام بتدوين بعض الملاحظات حتى لا ينساها فيما بعد ، ثم تمدد على سريره ولم يدري بنفسه إلا وقد غرق في النوم ولم يستيقظ إلا على صوت ياسر وهو يدعوه لتناول الشاي معه ، واخبره ياسر بأن بإمكانهم الذهاب غداً مساءً إلى سوق المعدات المخبرية لرؤية ما يريد ، فشكره ياسين على اهتمامه وبدأ يحدثه عن يومه في المختبر.

أحس ياسين بأنه يريد أن يخبر ياسر ببعض أسراره ، فبدأ يسأله هل تؤمن بقدراتي وعلمي وخبرتي يا ياسر ، أجابه ياسر بأن الكثير من الموظفين يتحدثون عن أعماله العظيمة في المركز ، وأخبره بأنه لا يعرف عنه الكثير حتى يحكم على علمه ومعرفته ، وقد أعجب ياسين بشخصية ياسر الواضحه فهو لم يجامله بل قال رأيه بموضوعية وصراحه ، ثم سأله ياسين هل تعتقد يا ياسر بأنه ممكن التحكم بسلوك الكائنات الحية ؟ لما يتفاجأ ياسر من السؤال كما كان ياسين يعتقد ، بل قال بكل ثقة نعم ممكن ، قال ياسين كيف ذلك ؟ فأخذ ياسر يشرح له بأنه حتى الحيوانات المفترسة يمكن التحكم بسلوكها بالترويض والتدريب مما يجعل تلك الحيوانات تقوم بكل ما يأمرها به مدربها ولا تعصي له أمراً أبداً ، قال ياسين ولكني لا أقصد ذلك يا ياسر بل أقصد التحكم بكل ما يقوم به الحيوان من خلال السيطرة على عقله ووجدانه ، دون تدريب ولا ترويض ولا مخاطرة ، هنا تعجب ياسر من كلام ياسين وأخبره بأن ذلك مستحيل فكيف يمكن أن تتحكم بعقل كائن حي دون تدريبه وتسيطر على كل أفعاله ، قال ياسين بل وتصدر له الاوامر وينفذها فوراً دون تردد ، بدا الإهتمام على وجه ياسر وقال قل لي يا ياسر كيف ذلك فإنه شيء رائع حقاً إن حصل مع أنني أعتقد أنه ضرب من الخيال ، فاخبره ياسين بأن هذا هو السر الذي سيخبره به بعد أن يعده بأن لا يفشيه لأحدٍ قط ، فوعده ياسر بذلك وهو متلهف لسماع ما سيقول.

بدأ ياسين يشرح لياسر كيف بدات القصة مع عالمه الألماني ، وكيف يسعى هو لإتمام ما بدأ به أستاذه وشرح له مبادىء تلك التجربة والنظرية التي تقوم عليها ، وياسر يستمع وعلى وجهه كل علامات الدهشة والتعجب ، حتى انتهى ياسين من كل شيء وقال ما رأيك يا صديقي ، قال ياسر هل تريد رأيي بصراحه ؟ أجابه ياسين نعم ، فأنت أول شخص يعرف هذا السر وأريد أحداً أثق به أبوح له بكل ما أفكر فيه ، وقبل أن يجيب ياسر سمعوا صوتاً خافتاً خلف باب غرفتهم فقاموا وفتحوا الباب لكنهم لم يجدوا أحداً ولكنهم سمعوا صوت خطوات تنزل الدرج مسرعة ، فأسرعوا إلى شرفة الممر ليشاهدوا من هذا الذي كان يستمع إلى حديثهم خلسة ،فشاهدوا رجلا من بعيد يهم بالخروج من باب السكن الخارجي مسرعاً ولم يتعرفوا عليه لأنه كان يرتدي قبعةً تغطي نصف وجهه ، تبادل ياسين وياسر النظرات وقد انتابهم القلق فمن هذا الذي كان خلف بابهم وأسرع بالهرب حين شعروا به ، وماذا يريد منهم ، لكنهم في النهاية اتفقوا على أنه ممكن أن يكون شخصاً عادياً مـر بالصدفة من أمام الباب وتوقف لأي أمر مثل أن يكون قد سقط منه بعض الأشياء وأخذ يجمعها ومضى مسرعاً لأي سبب يعنيه ، وعادوا الى غرفتهم يكملون حديثهم ، قال ياسر أعتقد يا صديقي بأن ما تفكر فيه بعيد جدا عن الواقع ولا يمكن تطبيقه عملياً بل هو خيال صعب المنال ، فمن المستحيل التحكم بعقل ووجدان الكائن الحي أبداً ، صُدم ياسين برد ياسر المفاجىء ، ولكن ياسر بدأ يخبره بأنه لا يريد أن يخدعه ويشجعه على أمر يضيع وقته وجهده وماله وطلب منه نسيان الموضوع والاهتمام بعمله وأهله ومستقبله ، ثم إستأذن منه للذهاب للنوم وتركه وحيداً محبطاً كأن ستارةٌ سوداء أحاطت به من كل إتجاه ، لكنه بدأ يفكر بكلام ياسر ، هل ممكن أن يكون على حق ، هل أستاذه كان يحضر لشيء خيالي لا يمكن تطبيقه ، هل هو فعلا يضيع وقته وجهده ولن يستفيد شيئاً ، وبدأ ياسين يحس بصحة كلام ياسر لكن كان هناك شيء ما بداخله يقول له بأنه سينجح ، ويدفعه إلى المضي قدما فيما بدأ به.

كان اليوم التالي يوماً عادياً جداً بالمختبر ، والدكتور قاسم لم يحضر لأنه مشغول بعمل مهم في المركز الرئيسي ، وقد قام الدكتور حسن بوظيفته بدلاً منه ، ولم يكن هناك الكثير من العمل عند ياسين سوى تحليل صغير لم يأخذ من وقته الكثير ، وتعرف ياسين على فاطمه وراتب زملائه في العمل ثم عاد إلى السكن لتحضير نفسه للذهاب برفقة ياسر الى سوق المعدات المخبرية ، وجهّز قائمة كبيرة بمجموعة من الأشياء التي يحتاجها ، ولمّا حضر ياسر ذهبوا فوراً ليكسبوا كل الوقت في السوق ، وفي الطريق قال ياسر مداعباً إذا كانت هذه الجولة من أجل ما تحدثت به البارحه على الدنيا السلام ، فضحك ياسين وقال وقد تكون هذه الجولة مفتاحاً لطفرة قد تغير العالم ، هل تشك في قدراتي يا صديقي ؟ قال ياسر يبدو أنني تعرفت على مجنون جديد ، ومضوا الى السوق يضحكون ويستمتعون بالطريق حتى وصلوا إلى هناك ، فشاهد ياسين المحلات الكثيرة المتخصصة بالمعدات المخبرية ولوازم التجارب وبدأ يدخلها واحداً واحداً ويسألهم عن الاشياء الموجودة في قائمته وهو يدون إسم المحل بجانب كل بند حتى يعود ويشتريه منه عندما يتوفر معه المال ، ثم عادوا إلى السكن وفي الطريق مرّوا بحديقةٍ عامة جلسوا فيها قليلا يأكلون بعض التسالي ويشربون كوباً من القهوة ، وفي الحديقة شاهد ياسين الأطفال يلعبون هنا وهناك بفرح ، فبدأ يسأل نفسه متى سأتزوج وأرى أطفالي ، أم أن تجربتي ستنسيني حتى نفسي ولا اشعر إلا وقد صرت عجوزاً وحيداً بلا أولاد ، ثم ذهبوا إلى السكن بعد يوم جميل إستمتعوا به كثيراً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواية ياسين الفصل السابع (( ليس بالأمر السهل ))

رواية ياسين الفصل الثاني (( البحث عن وظيفة ))

رواية ياسين الفصل الخامس (( خطوةٌ إلى الأمام ))