رواية ياسين الفصل الخامس (( خطوةٌ إلى الأمام ))


إستيقظ ياسين فوجد الظلام قد حل ، قام واضاء النور فوجد ياسر لم يحضر بعد ، وكانت الساعة قد تجاوزت السابعة مساءً ، ثم تذكر فجأة بأنه لم يعرف في أي قسم يعمل زميله ياسر ، لأن مديره لم يذكره أثناء جولة التعريف بالموظفين ، ولم يهتم ياسين بالأمر كثيراً فعندما يعود ياسر سيسأله ويعرف منه مكان عمله ، ثم بدأ بتحضير الشاي لأنه أحس بصداع خفيف يحتاج معه لكوب من الشاي الثقيل ، وفي أثناء انتظار الشاي تناول حبة من البرتقال وإصبعاً من الموز وأخرج بعض الكتب من حقيبته لمراجعة بعض الأمور المتعلقة بتجربته القادمة مع الدكتور حسن ، فوقعت عيناه على الملف الخاص بالتجربة القديمة مع أستاذه الألماني ، فترك الكتب ومسك الملف يتأمله ويقول هل سترى هذه التجربة النور وأطبقها على أرض الواقع ، أم ستبقى حبيسة هذا الملف وسجينة في هذه الأوراق ، وبدأ يقرأ الملف من بدايته ويتذكر إستاذه ويبدي إعجابه بعبقريته وعلمه ، ثم أحضر كوب الشاي وإستمر في القراءة ، وسافر إلى عالم آخر لم يدري معه بالوقت وهو يمر إلا عندما وقعت عيناه على ساعة الحائط فوجدها التاسعة والنصف ليلاً ، أغلق الملف ووضعه في الحقيبة وبدأ القلق ينتابه على ياسر الذي لم يعد بعد.

خرج ياسين من الغرفة إلى ممر السكن يتمشى قليلاً ، وبدأ يفكر في الغد ، هل ستمضي الأمور على ما يرام أم أن التجربة لن تنجح ، وإذا فشل فيها كيف سيقنع الدكتور قاسم بالعمل عندهم في المختبر ، وبينما هو غارق في تفكيره ، لمح ياسر في الطابق الأرضي يهمُّ بالصعود لأعلى ، فقابله عند اخر الدرج ، أين أنت يا رجل ، لقد قلقت عليك كثيرا ، إبتسم ياسر وقال لك الحق في ذلك كان يجب أن أخبرك منذ الصباح ، تعال ندخل الغرفة فقد أحضرت بعض الطعام نتناوله سوياً وسأخبرك بكل شيء ، دخل الصديقان الى الغرفة ووضع ياسر الطعام على المائدة فيما ياسين أحضر كوبين من الشاي الذي حضّره ، وبدأوا يتناولون طعامهم وعاد ياسين يسأل ياسر عن سبب تأخره ، قال ياسر إنني يا صديقي أذهب بعد العمل إلى عمل آخر في مطعم وسط العاصمة ، أنت تعرف بأن الحياة أصبحت صعبة جدا والعبء ثقيل علي ، فأنا أبعث لوالدتي وشقيقي الصغير مصاريفهم كل شهر ، فوالدي متوفي وليس لهم أحد غيري ، ووالدتي مريضة وتحتاج إلى دواء مكلف جداً ، توقف ياسين عن الطعام وبدأ يشد من أزر ياسر ويبدي إعجابه بكفاحه وبرّه بوالدته وأخذ يشجعه على الإستمرار في ذلك لأن الله لن يضيّع له تعباً ، وسيجازيه بالإحسان إحسانا.

بعد إنتهاء الطعام سأل ياسين زميله ياسر عن القسم الذي يعمل به ، فأخبره بأنه يعمل في معالجة الأسمدة والكيماويات ، وبأنه لم يشاهد قسمه في جولته مع المدير لأن القسم في مبنى منعزل يبعد قليلاً عن المركز ، وبدأ الإثنان يتحدثان عن العمل وتفاصيله وصعوباته ، وأخبره ياسين بما حصل معه خلال اليوم ، وتسائل ياسر عن عشق ياسين للمختبرات والتجارب وإصراره على النقل إلى المختبر برغم صعوبة العمل فيه ، فبدأ ياسر يشرح له متعة التجارب وفرحة النجاح في اكتشاف شيء جديد ، لكنه كان حذراً هذه المره ولم يخطىء كما أخطأ مع جواد في حديثه عن تجربة استاذه الألماني السرية ، مع أنه كان يحس بأنه محتاج لأن يبوح بأسرارها إلى أحدٍ يثق به ، فهل يكون ياسر هو هذا الشخص.

إستيقظ ياسين مبكراً في صباح اليوم التالي فوجد ياسر ما زال غارقاً في النوم يبدو عليه التعب والإرهاق ، فنظر إليه مجدداً نظرةً فيها الإعجاب والشفقة معاً ، وإقترب منه وأيقظه للذهاب الى العمل ، ثم أسرع ياسين بتجهيز نفسه وأخبر ياسر بأنه سيذهب أولا إلى قسم اللوازم لاستلام معدات طبية كامله للتوجه إلى المختبر ، وبالفعل ذهب واستلم مريولاً طبياً وحذاءً وخوذةً وقفازات ونظارات واقية ، ثم توجه فوراً إلى المختبر وهو في قمة الحيوية والنشاط ، طرق الباب ودخل فوجد الدكتور قاسم في مكتبه برفقة الدكتور حسن ، الذي بادر ياسين بقوله ما كل هذا الحماس والنشاط يا ياسين ، لقد حضرت باكراً وهذا يعجب الدكتور قاسم كثيراً ، فإبتسم الدكتور قاسم وقال فعلاً إنني أحب الموظف المجتهد المحب للعمل والمتحمس دائماً للإبداع والتطور ، شكرهم ياسين على هذا الاستقبال الجميل وسألهم عن الخطوة القادمة ومتى سيبدأون العمل ، فأخبره الدكتور حسن بأنهم ينتظرون الدكتورة رباب والعامل عنتر الذين سيرافقونهم في عملهم ، ولكن ما رأيك انت يا ياسين كيف سنبدأ ، أجاب ياسين بأن عينات الصباح يجب أن تؤخذ باكراً جداً واليوم لا يصلح لها ، لكن يمكن أن نأخذ عينات الظهيرة من سطح ووسط الخزانات ، وغداً نحضر عند الفجر لأخذ عينات الصباح من قاع الخزان ، وافق الجميع على اقتراح ياسين وبدأوا يتمنون نجاح التجربة ، فإستغل ياسين هذا الجو وسأل الدكتور قاسم هل أنتم بحاجة إلى موظفين في المختبر ؟ إبتسم الدكتور قاسم ونظر إلى الدكتور حسن الذي قال لقد كنا نتكلم في هذا قبل حضورك ، لقد إقترح الدكتور قاسم أن نطلب من المدير أن ينقلك إلى هنا لتكون زميلاً لنا في المختبر ، كاد ياسين أن يطير فرحاً عندما سمع هذا الكلام ، وقال أرجوكم أن تفعلوا ذلك ، فإنني لا أرى نفسي إلا في المختبر وأنا في شوقٍ للعمل والإنجاز والإكتشاف ، قاطعه الدكتور قاسم قائلاً نحن نرحب بذلك ، لكن لا يحدوك الأمل كثيراً بموافقة الدكتور حازم على ما نريد ، إنه كما تعرف لا يحب أن يناقشه أحد في قراراته ، لكن لننتظر ونرى.

وصل العامل عنتر وتبعه بقليل الدكتورة رباب وأصبح الجميع جاهزاً للعمل ، خرجوا من المبنى وتوجهوا إلى خزانات المياه ، يحملون ما يلزمهم لأخذ العينات ، كانت خزانات عملاقة مبنية من الخرسانة الصلبة ، مثبت على جوانبها سلم حديدي للصعود إلى أعلى الخزان ، بدأ الجميع بالصعود واحداً تلو الآخر حتى أصبحوا جميعاً فوق الخزان ، نظر ياسين في ساعته وكانت بعد العاشرة بقليل فطلب منهم الإنتظار حتى تشتد الحرارة أكثر ، فوقفوا يتأملون منظر المزارع من هذا العلو ، لقد كان منظراً رائعاً وقد زاده روعةً عنتر عندما أخرج لهم حافظةً بها بعض المرطبات والفطائر بدأوا يتناولونها في سعادةٍ كبيرة ، قالت الدكتورة رباب إن عنتر دائماً ما يأتي بالشيء المناسب في الوقت المناسب ، إبتسم عنتر وقال وفي المكان المناسب أيضاً ، قال الدكتور حسن هذا صحيح تماماً ، ثم إلتفت إلى ياسين وقال حدثنا عن سنين دراستك وعملك في أوروبا وأمريكا ، هل نحن متأخرون عنهم كثيراً في مجالنا ؟ بدأ الجميع يستمع إلى ياسين وهو يتحدث عن مقدار التطور الكبير في التكنولوجيا والبحث العلمي والكيمياء والفيزياء وشتى أنواع العلوم في أوروبا وأمريكا ، وأخبرهم بأننا متأخرون جداً عنهم في هذا المجال من الناحية التقنية من أجهزة ومعدات وميزانيات ضخمة تعد لهذه الغاية ، أما من ناحية الكفاءات والأيدي العاملة فعندنا منها ما يكفي للتطور والتقدم ومجاراة الغرب في هذا المجال.

مضى الوقت والجميع مستمتع بحديث ياسين ، حتى إشتدت الحرارة فبدأوا جميعا بتجهيز القوارير ومد الأنابيب لإخراج العينات من الخزان ، فتح عنتر باب الخزان الثقيل وكانت المياه قريبة من السطح بحوالي ثلاثة أمتار ، مد ياسين والدكتور حسن الأنابيب الموصوله بمضخة يدوية ، في جانبها الآخر انبوب صغير يوضع في القارورة الزجاجية ، وبدأت الدكتورة رباب بالضغط عليها فبدأ الماء بالتدفق حتى إمتلأت القارورة ، اغلقها ياسين وكتب عليها رقم الخزان وأن هذه العينة من السطح ، ثم مد الانابيب إلى داخل الخزان حتى وصلت إلى منتصفه تقريبا ، وأشار للدكتورة رباب لتبدأ ضخ المياه في قارورة أخرى ، ولما إنتهت أغلقها ياسين وكتب الرقم وانها من منتصف الخزان ، ثم سحبوا الأنابيب ونزلوا إلى الخزان الثاني وفعلوا ما فعلوه سابقاً ، ثم إلى الثالث والرابع حتى انتهوا تماماً من أخذ جميع العينات وعادوا بها إلى المختبر.

وضعوا العينات على طاولة في المختبر تحضيراً لفحصها بالمجهر ، وأخبرهم ياسين بضرورة فحص العينات فوراً ، وطلب من الدكتور قاسم مساعدتهم بالفحص على أحد المجاهر ، فوافق على ذلك مما أدخل السرور إلى قلب ياسين وبدأ بعمله على المجهر الذي فارقه منذ وقت طويل ، وانهمك الجميع بعملهم يتفحصون العينات بكل دقة ، حتى صاح الدكتور سمير أحد الموظفين بالمختبر منادياً الدكتور قاسم ، يا دكتور قاسم تعال وأنظر هنا ، خفق قلب ياسين بشدة فهو لم يكن قد وجد شيئاً بعد وقد بدأ يقلق من عدم نجاح فكرته ، نظر الدكتور قاسم بالمجهر ثم نظر إلى ياسين مبتسما وقال هذا رائع ، تعال وأنظر يا ياسين لقد ظهرت الجراثيم حيةً ولقد عرفنا نوعها أيضاً ، نظر ياسين في مجهر الدكتور سمير وهو لا يكاد يصدق ما يسمع ، لقد نجح فعلاً وأثمرت فكرته وإكتشف الجراثيم التي كانت تضر بالمزروعات ، وكسب ثقة الجميع بالمختبر ولا بد أن الدكتور قاسم سيفعل كل شيء لينقله إلى جواره ، رفع ياسين عينيه عن المجهر فوجد الجميع ينظر إليه بإعجاب فأطرق رأسه خجلاً حتى إقترب منه الدكتور قاسم قائلا يبدو أن عالمنا المبدع يشعر بالخجل ، لا تخجل يا دكتور ياسين بل اشعر بالفخر فأنت مجتهد تستحق كل الإحترام ، شكره ياسين وكان يريد أن يذكره بموضوع نقله إلى المختبر لكن الدكتور قاسم كأنه كان يحس بذلك فقال لا تقلق يا ياسين سأحدث الدكتور حازم بالأمر ، ولكن هل هناك ضرورة لإجراء تجربة الغد عند الفجر ؟ رد ياسين فوراً بالطبع يا دكتور فقد نكتشف نوعاً جديداً فنضع العلاج المناسب لكل الأنواع.

كان يوماً رائعاً أحس ياسين فيه بالتقدم خطوة نحو المستقبل ، وكان يفكر وهو عائد إلى السكن بتجربة الغد وكان أكثر ما يشغل باله هو موافقة الدكتور حازم على نقله إلى المختبر ، لكنه سأل نفسه لماذا كل هذا القلق وكل هذه اللهفة للعمل في المختبر ، صحيح أنني أحب التجارب والإكتشاف ولكن هناك شيء آخر يدفعني إلى ذلك ، وفجأة هبطت على رأسه صورة أستاذه الألماني وملف تجربته السرية النادرة ، ووجد نفسه يسرح في معادلاتها ونظرياتها وأرقامها ، هل هي فعلا ما يدفعني الى المختبر ، هل سأفكر في إجراء التجربة على أرض الواقع ، عندها عرف ياسين سر عشقه للمختبر ولهفته للعمل فيه ، لقد كانت فعلا تلك التجربة هي ما يدفعه دائماً للتفكير بالمختبر ، أنه من داخله يريد إجراءها ولن يرتاح إلا إذا قام بذلك ، إنه شيء جنوني لكني سأقوم به حتماً.

في مساء ذلك اليوم عاد ياسين يقرأ في الملف مرة أخرى ، ولكن في هذه المرة كان أكثر جدية وبدأ يدون خطوات إجراء التجربة وما يحتاجه لذلك خطوة بخطوة ، وبدأ بالتخطيط الزمني لكل خطوة وكيف سيقوم بها ، حتى إنتهى تماما من وضع ملخص كامل لكل ما يجب فعله ، ثم عاد وقرأ ما دوّن فبدأ الإحباط يصيبه عندما راجع ما يحتاج لمغامرته القادمه ، إنها أشياء كثيرة جداً والحصول عليها يحتاج وقتاً كبيراً وجهداً مضاعفاً ، حيوانات ، ومواد كيميائية ، ومعدات خاصة ، والأهم من ذلك كله مختبرٌ متفرغٌ تماماً لذلك ، لم أكن أعرف بمدى صعوبة الموضوع إلى هذا الحد ، لكنني سأقوم بذلك مهما كلف الامر.

في فجر اليوم التالي ذهب ياسين إلى المختبر ورافق الدكتور حسن وبعض الزملاء وبالطبع عنتر معهم إلى الخزانات مرة أخرى ، وقاموا بأخذ العينات وفحصها وكما توقع ياسين إكتشفوا نوعاً جديداً من الجراثيم ، وطلب منه الدكتور قاسم البحث في العلاج للقضاء عليها جميعاً كما طلب منه العودة إلى السكن ليرتاح فقد جاء باكراً جداً ووعده بأن يحدث الدكتور حازم بموضوع نقله إلى المختبر هذا اليوم قبل إنتهاء العمل وسيجد الجواب عنده صباح الغد.

في المساء إنتظر ياسين وصول ياسر إلى السكن ، وجلسوا يتبادلون الحديث وقد تكلم كل منهم عن عائلته وبيته وأحلامه وبدأ كل منهم يشعر بالقرب أكثر من الآخر ، وبدأت الثقة والمحبة تزداد بينهم وقد شعر ياسين بالإرتياح تجاه ياسر مما دفعه لبدء البوح بما يجول بداخله ، قل لي يا ياسر ، هل هناك حيوانات للتجارب في مركز الأبحاث ، رد ياسر نعم ولكن لماذا ؟ قال ياسين لا شيء يا صديقي كنت اريد أن أعرف فقط هل توجد حيوانات وأين هي لأنني لم أشاهدها أبداً ، ضحك ياسر وقال مع أنني غير مقتنع بإجابتك ومتأكد تماماً بأنك لا تسأل عن حيوانات التجارب فضولاً فقط إلا أنني سأجيبك ، هناك في الطرف الشرقي لمركز الأبحاث قسم للطب البيطري به كل أنواع الحيوانات المستخدمة في التجارب العلمية ، هل تريد أن أحضر لك فأراً أبيضاً صغيراً تتسلى فيه هنا بالسكن أثناء غيابي ؟ ضحك الإثنان من هذه النكتة الظريفة ، ثم عاد ياسين يسأل ياسر كيف يمكن الحصول على معدات مخبرية ومواد كيميائية ؟ هنا تعجب ياسر وقال لن أخبرك إلا عندما تخبرني لماذا تسأل كل هذه الأسئلة ، رد ياسين ستعرف كل شيء في وقته ، صدقني يا رفيق السكن ، قال ياسر حسناً ولكن اذا لم تخبرني بالأمر فبدلا من الفأر سأحضر لك أسداً يرافقك هنا بدلاً مني ، ضحكوا مرة أخرى ثم قال ياسر هناك سوق في وسط العاصمة لكل ما يلزم المختبرات من معدات ومواد كيميائية وغيرها ، وإذا أردت فانتظر يوم إجازتي من عملي المسائي لنذهب سوياً وتراه بعينك إن أحببت ، أجابه ياسين طبعا أريد أن أراه ، أشكرك كثيراً يا صديقي وأعدك بأن تعرف كل شيء قريباً.

في الصباح ذهب ياسين إلى العمل مسرعاً وهو يشعر بالقلق ، هل وافق الدكتور حازم على نقله إلى المختبر ؟ وماذا سيفعل إن رفض ذلك ، توجه فوراً إلى مكتب الدكتور قاسم في المختبر فوجده جالساً مع الدكتور حسن ، فألقى التحية وسألهم عن رد الدكتور حازم ، فبدا الضيق على وجه الدكتور قاسم ولم يرد ، فقام الدكتور حسن وقال يا دكتور ياسين لا نريد منك أن تشعر بالحزن والضيق ، فكل مكان في المركز يمكن لك أن تثبت فيه مقدرتك وعلمك ، وقسم كيمياء التربة يحتاج وجودك فيه ، ويجب أن تقدر رؤية الدكتور حازم في هذا الأمر , فهو المدير وأكثرنا خبرة علمية وإدارية ، وأنه ..... وسكت الدكتور حسن ، فسأله ياسين وقد أحس بالضيق وإنه ماذا ؟ وإنه ... وإنه ... ثم صرخ الدكتور قاسم فجأةً وإنه وافق على نقلك إلى المختبر يا أيها العبقري ، وإنتابت الدكتور قاسم والدكتور حسن نوبة من الضحك فيما ياسين متسمر مكانه لم يصدر منه أي تعبير ، ثم أدرك الأمر فسارع بعناق الدكتور قاسم ومساعده وهو يغدق عبارات الشكر لهما على ما بذلوه من أجله.

نافذةٌ جديدة من الأمل فُتحت أمام عيني ياسين ، لم يرى من ورائها إلا وجه أستاذه الألماني العظيم يمد يده لياسين يحمل بها ملف تلك التجربة المجنونة ، وينظر إليه مبتسماً وهو يقول إفعلها يا صغيري.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواية ياسين الفصل السابع (( ليس بالأمر السهل ))

رواية ياسين الفصل الثاني (( البحث عن وظيفة ))